التفاوتات
تعاني منطقة المتوسط من الفجوات الاجتماعية والاقتصادية، في حين تساهم القوالب النمطية بين الجنسين وسوء الفهم بين الأجيال في تعميق الانقسامات داخل البلدان والمناطق وفيما بينها، مما يعوق التقدم. وعلينا مواجهة هذه التفاوتات بشكل مباشر لبناء مستقبل أكثر عدلاً وازدهاراً للجميع.
خديجة الجلولي
شاركت خديجة الجلولي في مبادرة نادي سيدات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي روج لها كل من الاتحاد من أجل المتوسط ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية.
من قلب تونس، تعمل شركة ناشئة رائدة على كسر الحواجز وإحداث ثورة في مفهوم الوصول إلى وسائل النقل. تعرّف على خديجة الجلولي، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة هوكار، وهي شركة تونسية ناشئة اشتهرت بمركبتها الكهربائية المبتكرة المصممة للأفراد ذوي الإعاقة.
أدركت خديجة، من خلال تجربتها الشخصية، الحاجة الملحة لإيجاد حل لتحديات التنقل التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة في تونس. بصفتها شخصًا يستخدم كرسيًا متحركًا، فقد واجهت صعوبات التنقل اليومية بسبب غياب البنية التحتية ووسائل النقل العام المناسبة، وهو ما عزز إصرارها على إحداث فرق، بتطوير سيارة من شأنها تمكين الأفراد ذوي الإعاقة وتعزيز الشمولية.
“كان أحد التحديات الرئيسية التي واجهتها هو القدرة على اتخاذ القرار الصحيح. فعندما تفتقر إلى الخبرة الكافية في موضوع ما، عليك الرجوع إلى من يملكونها لتجنب اتخاذ قرارات متسرعة. يجب أن تأخذ وقتك وتطلب النصيحة. وكان هذا أكبر درس لي “. – خديجة جلولي، الرئيس التنفيذي لهوكار.
بدأت القصة في عام 2016، عندما بادرت خديجة، بتأسيس، شركة هوكار، والتي كانت لا تزال مشروعًا في ذلك الوقت، معتمدة على خبرتها الواسعة في الجمعيات الوطنية والدولية أثناء دراستها الأكاديمية، والمزج بين شغفها بالابتكار وفهمها المباشر لقيود التنقل التي يواجهها ذوو الإعاقة. ومع فريق يسعى بنشاط ليكون شاملاً ومتنوعًا قدر الإمكان، شرعت هوكار في مهمة تصنيع سيارة كهربائية مصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات الفريدة للأفراد ذوي الإعاقة.
ما يميز هوكار عن غيرها هو نهجها المعياري، مما يسمح بتكييف السيارة مع الاحتياجات المحددة لكل فرد من ذوي الاعاقة. تمتد رؤية الشركة الناشئة إلى ما هو أبعد من خدمة هؤلاء الأشخاص،حيث تهدف إلى إتاحة عملية التنقل للجميع والمساهمة في تطوير المدن الذكية في تونس وخارجها. وبتوفير حل قابل للتكيف وشامل، تعمل هوكار بنشاط من أجل ضمان حصول الجميع على فرص متساوية في الوصول إلى وسائل النقل، بغض النظر عن قدراتهم البدنية.
لم تكن رحلة تحويل مشروع سيارة هوكار الكهربائية إلى واقع خالية من التحديات. فعندما قررت خديجة وشريكها سيف الدين عيسى، تأسيس شركتهما الناشئة في عام 2018، لم يكن هناك إطار قانوني لتأسيس مثل هذه الشركات أو تلك ذات التأثير الاجتماعي. فمع عدم وجود مزايا ضريبية خاصة أوامتيازات أخرى تمنح عادة إلى الشركات الناشئة، اتسمت بداية مغامرتهما بالصعوبة. ومع ذلك، فان هذه التحديات حفزت روح الابتكار لديهما ودفعت فريق هوكار لإيجاد حلول مبتكرة للمشاكل التي صادفته، مثل واقع عدم وجود بنية تحتية آنذاك في تونس لبناء محطات الشحن.
وبسبب ذلك، أو بالأحرى بفضله، صنعت خديجة وفريقها سيارة كهربائية يمكن شحنها بالكامل في المنزل عبر منافذ الطاقة المعتادة.
تمكنت خديجة، متسلحة بروح المبادرة والإصرار، تجاوز العقبات التي واجهتها طوال المشروع، من التعامل مع تعقيدات بدء عمل تجاري وصولا إلى ريادة الصناعة، إذ استفادت من تجاربها واستعانت بالموجهين والمدربين، مما كان له بالغ الأثر ومكنها من تطوير المهارات والمعرفة اللازمة لإدارة شركة ناشئة في قطاع سريع التطور.
يمتد تأثير النشاط الابتكاري لهوكر إلى ما هو أبعد من إنشاء سيارة كهربائية، إذ يصل صداه إلى المجتمع الأوسع، مما يلهم التغيير الاجتماعي ويعزز التنمية الاقتصادية. حازت السيارة الكهربائية الرائدة للشركة الناشئة على الاهتمام ليس فقط في تونس ولكن أيضًا على المستوى الدولي. ومع استهداف تصدير هذه المركبات في إفريقيا وخارجها، إلى “جميع الأشخاص ذوي الإعاقة الذين قد يحتاجون إليها” على حد تعبير خديجة ، تظل أعز ذكرياتها أمسية قضتها مع فريقها في بداياتهم المبكرة، حينما أجروا أول اختبار قيادة للسيارة الكهربائية في منتصف الليل، بينما كانوا يشعرون بالارهاق والسعادة في آن واحد.
قصة خديجة جلولي هي شهادة على قوة الابتكار والاصرار. فرؤيتها لتصنيع سيارة كهربائية للأفراد ذوي الإعاقة يمكن أن تشكل حافزًا للتغيير، وإلهام الآخرين لتصور مستقبل لا يعرف فيه التنقل حدودًا. من خلال هوكار، تمهد خديجة وفريقها الطريق لمجتمع أكثر شمولاً ويسهل الولوج إليه، مما يثبت أنه بالشغف والمرونة، يمكن التغلب على كافة الحواجز.
شاركت خديجة الجلولي في مبادرة نادي سيدات الأعمال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي روج لها كل من الاتحاد من أجل المتوسط (UfM) ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو).وبصفته فرعًا إقليميًا لنادي الأعمال الافريقي (Business Club Africa)، يتمتع أعضاء نادي سيدات الأعمال بإمكانية الوصول إلى شبكة واسعة النطاق من رواد الأعمال والمحامين والاستشاريين والمديرين التنفيذيين والمستثمرين في قطاعات متنوعة مثل الطاقة والزراعة والتعدين والتكنولوجيا والبناء والتمويل والتجزئة والتوزيع التي تمكن أعضاء النادي من اقامة شبكات للتواصل وتنمية أعمالهم.
المزيد عن الاتحاد من أجل المتوسط والنضال من أجل مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية والعامة
اكتشف الأعمال التي يقوم بها قسم الشؤون الاجتماعية والمدنية.
تعرف على المزيد من البيانات الرائدة حول هذا الموضوع ، من خلال أول آلية رصد حكومية دولية حول المساواة بين الجنسين في المنطقة الأورومتوسطية.