عام 2024 لا مثيل له. فمع الاقتراب السريع من خط النهاية لخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 والأزمات المتعددة التي نواجهها في جميع أنحاء العالم، ستكون السنوات الخمس المقبلة حاسمة في تشكيل مستقبل منطقتنا. إن منطقة االمتوسط، مثل البحر الذي يواجه الهدوء والاضطراب، تشهد التقدم والمصاعب.
تهز الصراعات مجتمعاتنا وتثير تساؤلات حول إنسانيتنا، ويزيد من حدتها ظهور المعلومات المضللة التي تبني الجدران بدلاً من الجسور. تؤثر البطالة والإقصاء على الآفاق المستقبلية لشبابنا على كلا الضفتين، حيث يدمر تغير المناخ سواحلنا وأنظمتنا البيئية وتستمر أوجه عدم المساواة في التعمق داخل مجتمعاتنا. ونتيجة لذلك، تبدو الهجرة في المنطقة كعرض للأسباب المتجذرة التي لم يتم علاجها بعد بشكل صحيح.
ومع هذه التحديات تكمن فرص لا تصدق: فرص لتشكيل منطقة المتوسط التي نريدها، على أساس المرونة والتعاون وغد أفضل للجميع.
إن الإنجازات الكبرى ليست سوى مجموع أصواتنا الفردية وأفعالنا نحو الغد الذي نسعى جميعًا لتحقيقه. المستقبل علينا أن نراه. المستقبل علينا أن نصنعه.
صوتكم، مستقبلنا
في يوم المتوسط، نسلط الضوء عليكم. القادة المحليون، وأبطال كل يوم، والمواطنون المتحمسون، والشباب الرائد، ورجال الأعمال المبتكرون – أصواتكم هي مفتاح التحول.
إن أفكاركم وأفعالكم وإيمانكم الراسخ بمستقبل أفضل هي التي سترسم مسار وطننا المتوسطي المشترك.
هذه الحملة هي منصتكم. دعونا نحدد أكبر التحديات التي نواجهها، ونشعل المحادثات المبنية على الحلول، ونسلط الضوء على صناع التغيير الذين يقومون بالفعل ببناء منطقة متوسطية أكثر إشراقًا واستدامة وازدهارًا للأجيال القادمة.
ما هي القضية ذات الأولوية لمنطقة المتوسط برأيكم؟ كيف يمكن معالجتها؟
شارك وسم #يوم_المتوسط على وسائل التواصل الاجتماعي، لتسليط الضوء على الحلول والأفراد والمنظمات التي تقود التغير الإيجابي في منطقتنا.
البطالة
تشكل معدلات البطالة المرتفعة، وخاصة بين الشباب، تحديا كبيرا في منطقة المتوسط، مما يؤثر على النمو الاقتصادي والاستقرار المجتمعي. ومن الضروري أن نستثمر في التعليم ونوفر فرص العمل، ولا سيما في الربط بينهما، لنقدم للجيل القادم الأمل والفرص.
أستريد ديجوبيرت
عملت أستريد ديجوبيرت في مجال التنمية بمنطقة المتوسط لمدة تسع سنوات. بعد دراستها الأعمال واكتساب خبرة القطاع الخاص في التعليم، انضمت إلى المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية (IECD)، الذي يدير الشبكة المتوسطية للفرصة الجديدة (MedNC)، لمعالجة أسباب مشكلات التعليم، حيث تنسق مشاريع الاندماج مثل إنشاء مدارس الفرصة الثانية في عشرة دول تحيط بالبحر الأبيض المتوسط. تدعم الشبكة الشبان والشابات غير الملتحقين–ات بالتعليم أو التوظيف أو التدريب (NEETs) من خلال التعاون مع الدول لدمج المبادرات في السياسات العامة ومساعدة الجهات المحلية في تحسين ممارسات التدريس والوصول إلى التمويل.
التفاوتات
تعاني منطقة المتوسط من الفجوات الاجتماعية والاقتصادية، في حين تساهم القوالب النمطية بين الجنسين وسوء الفهم بين الأجيال في تعميق الانقسامات داخل البلدان والمناطق وفيما بينها، مما يعوق التقدم. وعلينا مواجهة هذه التفاوتات بشكل مباشر لبناء مستقبل أكثر عدلاً وازدهاراً للجميع.
خديجة الجلولي
أدركت خديجة، من خلال تجربتها الشخصية، الحاجة الملحة لإيجاد حل لتحديات التنقل التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة في تونس. بصفتها شخصًا يستخدم كرسيًا متحركًا، فقد واجهت صعوبات التنقل اليومية بسبب غياب البنية التحتية ووسائل النقل العام المناسبة، وهو ما عزز إصرارها على إحداث فرق، بتطوير سيارة من شأنها تمكين الأفراد ذوي الإعاقة وتعزيز الشمولية.
التدهور البيئي
يتعرض التنوع البيولوجي الغني في منطقة المتوسط للخطر بسبب فقدان الموائل، وأشكال التلوث المختلفة، بما في ذلك البلاستيك الموجود في البحر، والاستغلال المفرط للموارد. وعلينا التصرف بحزم للحفاظ على تراثنا الطبيعي وحماية التوازن الدقيق لأنظمتنا البيئية.
جوادالونا الشاعر
جوادالونا الشاعر، رائدة أعمال في في التكنولولجيا الزراعية، تلتزم بأهداف الاستدامة من خلال تمكين النساء في مجالها. الشاعر مؤسسة مشاركة والرئيسة التنفيذية لـروبوتات لوكسيد (LUXEED Robotics)، وهي شركة ناشئة مبتكرة في التكنولوجيا الزراعية تهدف إلى ثورة صناعة المبيدات باستخدام الليزر والذكاء الاصطناعي. طورت لوكسيد أول روبوت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للقضاء على الأعشاب الضارة دون استخدام مواد كيميائية، ما يوفر للمزارعين حلاً مستدامًا يخفف من التحديات المالية والتشغيلية التي تواجه الطرق التقليدية. تبرز مسؤلية جوادالونا بالزراعة المستدامة وقيادة النساء من خلال دورها كمرشدة للشركات الناشئة، وجهودها في دعم النساء في مجال التكنولوجيا. جوادالونا مدافعة نشطة لدمج الزراعة والذكاء الاصطناعي لتحقيق زراعة مستدامة، حيث تجمع بين الممارسات الزراعية القديمة والرؤى المستقبلية.
تغير المناخ
ترتفع درجة حرارة منطقة المتوسط بمعدل 20% أسرع من بقية العالم، مع ارتفاع منسوب مياه البحر والطقس المتطرف الذي يلحق الدمار بالنظم البيئية الهشة، مما يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه ويهدد نظمنا الغذائية. إن اتخاذ تدابير فورية أمر حيوي لمكافحة هذا التهديد الوجودي وحماية بيئتنا.
ماريا السنوسي
ماريا السنوسي، عالمة جيولوجيا ساحلية وأخصائية بيئية مغربية. هي أستاذة في جامعة محمد الخامس في الرباط، وترأست المجلس العلمي في معهد البحوث الوطني الفرنسي للتنمية المستدامة (IRD) لعدة سنوات. بفهم عميق للسواحل المتوسطية، دارت السنوسي العالم لدراسة تأثيرات تغير المناخ على الحياة البشرية. تحت قيادتها، ركز المعهد الوطني على علم الاستدامة في المناطق الاستوائية والمتوسطية. كعضوة في الشبكة المتوسطية لخبراء المناخ والتغير البيئي (MedECC)، شاركت في إدارة إنتاج أول تقرير علمي إقليمي حول تأثيرات تغير المناخ في هذه المنطقة. تسهم السنوسي بشكل كبير في البحث والتوعية بالأزمات العالمية، خاصة في تأثيرات تغير المناخ في البحر الأبيض المتوسط.
الصراعات
تمر منطقة المتوسط باضطرابات جيوسياسية، وهي ساحة للصراعات وللنزاعات التي طال أمدها والتي تفاقم التوترات الراسخة. هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة لتحقيق السلام والأمن، في حين تشكل معالجة الأسباب الجذرية للتهديدات التي تجابهها المنطقة أهمية بالغة لضمان الاستقرار والتعاون.
ساره مسعودي
بالنسبة لسارة مسعودي، تعزيز المساحات المدنية بقيادة الشباب الناطقين باللغة العربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أمرٌ أساسي لتقدم جدول أعمال الشباب والسلام والأمان على المستوى الإقليمي. هذا هو أحد الأهداف الرئيسية لـ“الائتلاف الإقليمي المعني بالشباب والسلام والأمن” الذي تعمل فيه مسعودي كمسؤولة إقليمية. يضم الائتلاف 200 عضوًا من أكثر من 17 دولة، حيث يجمع بين بناة السلام الشبان لتعزيز الحوار وحماية النشطاء وبناء القدرات والمؤازرة. على الرغم من النزاعات المستمرة في المنطقة، إلا أنها تعتقد أن هناك أملًا لأكثر من 250 مليون شخص تحت سن 24 عامًا: “السلام هو عملية”.
التضليل والمعلومات الخاطئة
ويشكل انتشار المعلومات المضللة والخاطئة تحديا أمام اتخاذ القرارات المستنيرة والتماسك الاجتماعي في منطقة المتوسط، مما يؤدي إلى تآكل الثقة وزرع الخلاف. ويتعين علينا أن نتسلح بالمعرفة واليقظة لمكافحة انتشار الأكاذيب من خلال تعزيز الثقافة الإعلامية، وتدقيق الحقائق، والشفافية عند نشر المعلومات.
سجى مرتضى
تقود سجى مرتضى “الشبكة العربية لمدققي المعلومات (AFCN) من أريج”، التي تأسست في ديسمبر 2020، وأصبحت خلال فترة قصيرة المظلة الأوسع والأهم لجهود محاربة التضليل الإعلامي في المنطقة العربية. تدعم الشبكة مدققي/ات المعلومات في 16 دولة، عبر تنمية المهارات والحماية والتشبيك والابتكار. تشمل الشبكة أكثر من 40 مؤسسة إعلامية و250 مدقق/ة، يلتقون/ين في مؤتمرات إقليمية دورية ويلتزمون/من بمدونة المبادئ الأساسية للشبكة. وعلى الرغم من زيادة التضليل الإعلامي في المنطقة العربية، ترى مرتضى من خلال عملها أملًا بمستقبل أفضل يرسخه العمل والتعاون الإقليمي.